إن
الحجاج حاصر ابن الزبير بمكة، وظفر بأبي قبيس منع ابن الزبير الحجاج أن
يطوف بالبيت. ووقف الحجاج بعرفة محرما في درع مغفر وكانت مدة الحصار خمسين
ليلة ثم بدأ الحجاج يصب الحجارة على مسكة صبا، وابن الزبير متحصن بالكعبة،
وتفرق عن ابن الزبير أصحابه، وخذله من معه خذلانا شديدا. وجعلوا يخرجون
إلى الحجاج، حتى خرج إليه نحو من عشرة آلاف، وذكر أنه كان ممن فارقه وخرج
إلى الحجاج ابنا الزبير، وخبيب، فأخذا منه لأنفسهما أمانا
وروي أنه عندما رمى البيت بالحجارة والمنجنيق، أرسل الله تعالى الصواعق
والبروق والرعود. فنزلت الصواعق على المنجنيق وأحرقته، فوقف أهل الشام عن
الرمي، فقال لهم الحجاج، ويحكم ألم تعلموا أن النار كانت تنزل على من كان
قبلنا. فتأكل قربانهم إذا تقبل منهم. فلولا أن عملكم مقبول ما نزلت النار
فأكلته. فعاد أهل الشام للضرب و.قتل بن الزبير وأمر الحجاج بصلب الزبير
بمكة. وكان مقتله سنة ثلاث وسبعين____ مروج الذهب 135