ذكرأن معاوية قال لعمرو بن العاص: إن الناس قد رفعوا أعينهم ومدوا أعناقهم
إلى بني عبد المطلب، فلو نظرنا إلى رجل منه فيه لوثة فاستملناه، فقال
عمرو: عندك عقيل بن أبي طالب. فلما أصبح واجتمع الناس، دخل عليه عقيل فقال
له:
يا أبا يزيد أنا خير لك أم علي؟
قال: أنت خير لنا من علي، وعلي خير لنفسه منك.
فضحك معاوية. فضحك عقيل.
فقال له: ما يضحكك يا عقيل؟
قال:
أضحك أني كنت أنظر إلى أصحاب علي يوم أتيته فلم أر معه إلا المهاجرين
والأنصار وأبناءهم، والتفت الساعة فلم أر إلا أبناء الطلقاء وبقايا
الاحزاب.
فقال معاوية: يا أهل الشام هل تدرون من هذا؟ قالوا: لا. قال: أسمعتم قول الله عزوجل: (تبت يدا أبي لهب) قالوا: نعم.
قال: فإنه والله عم هذا.
قال عقيل: صدق والله أمير المؤمنين، فهل قرأتم في كتاب الله تعالى:
(وامرأته حمالة الحطب) قالوا نعم ..قال فهي والله عمة معاوية.
فقال معاوية: الحق بأهلك، حسبنا مالقينا من أخيك.
قال له عقيل: أما والله لقد تركت مع علي الدين والسابقة وأقبلت إلى دنياك، فما اصبت دينه ولا نلت من دنياك طائلا، فأعطاه وأكثر له.
قال فدعا معاوية عمرو بن العاص فقال: ويحك يا عمرو، هذا الذي زعمت أنه أهوج بني عبد المطلب.
قال: ما ذنبي يا أمير المؤمنين، ما علمت منه إلا ما تعلم،